عرب برس

ما هو عيد جمعة رجب الذي يحتفل به يمنيون في كل عام؟

أول جمعة من رجب تحل على اليمنيين مناسبة سعيدة.. ذكرى إسلامهم إذ يحتفلون بها بأسلوبهم الخاص بحسب كل منطقة يحل بعد أسبوع ما يُعرف في مناطق باليمن بعيد الأعياد، عيد جمعة رجب، وهو يوم تحتفل به طوائف يمنية من السنة الصوفية والشيعة الزيدية، تستدعيه كل منطقة ومذهب بشكل خاص ويؤكد على الهوية اليمنية في العالم الإسلامي، وقد يستغل من ناحية سياسية.

وعيد جمعة رجب هو أول جمعة في شهر رجب الحرام، يتذكر اليمنيون فيه قصة إسلامهم وإيمانهم، وتحقيق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب وهم يحفرون الخندق، وتبشيره بفتح اليمن ودخولها الإسلام، وهي بذلك النبوءة الوحيدة التي تحققت في حياة النبي من الثلاث التي ذكرها يومئذ. فما قصة عيد رجب وإسلام اليمنيين؟

مجاورة لليمن.. ليلى عبد اللطيف تكشف عن كارثة طبيعية لهذه الدولة العربية
 
أول دولة خليجية تفتح أبوابها للمقيمين وتسمح لهم بالدخول بدون تأشيرة مسبقة!
 
هذه العشبة الجبارة في كل منزل تقضي على السعال والزكام بلحظات
 
فتاة مصرية شابة تجمع بين زوجين.. والنهاية صادمة!
 
الجوازات السعودية تحذر أصحاب هذه الأعمال من غرامة قد تصل الى 100 ألف ريال والترحيل
 
مشروب شائع يتناوله الجميع يؤثر بشكل خطير على عضلة القلب وقد يؤدي للموت المفاجئ!!«تعرف عليه» 
 
هام.. الحكومة السعودية تعلن عن الفئات المسموح لها بتحويل الزيارة إلى إقامة دائمة في المملكة
 
ليلى عبداللطيف  تثير الجدل بعد مقتل اسماعيل هنية.. لا يزال على قيد الحياة وانا مسؤولة عن كلامي

 

 ليلى عبداللطيف تصدم الجميع اسماعيل هنية لا يزال قيد الحياة وانا مسؤولة عن كلامي شاهد الفيديو!! 

في ذكرى عيد جمعة رجب تختلف الاحتفالات من كل منطقة إلى أخرى، ففي صنعاء تركز المظاهر على الذبائح وتوزيع الطعام، وقد خفتت تلك العادة في العقدين الأخيرين من حكم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، وقتها برزت الدعوات السلفية والإسلامية السنية التي تبدع الاحتفال به، وأصبحت الدولة لا تحتفل به أيضاً؛ إذ عاد يوماً ثانوياً غير مركزي.

ظلت الاحتفالات باقية في القرى والمناطق البعيدة، فتُلبس الحلل الجديدة، وتوزع الحلوى "الجعالة" على الاطفال، و"العيديات" المالية التي تسمى في شمال اليمن "العسب"، ويجتمع الناس بعد صلاة الجمعة أمام المساجد ويشاهدون رقصة البرعة اليمنية.

تقام الولائم وتوزع اللحوم، ثم بعد المغرب يجتمعون؛ إما في المساجد التي تكون قد اكتست الإضاءة وتوشحت الأعلام ليسمعوا المدائح مع صوت الدفوف، وإما يجتمعون في "المقايل" والدواوين وهي غرف الجلوس التي يجتمع فيها رجال الحي والأصحاب، يمضغون "يخزنون" نبتة القات ويسمعون المديح مع قرع الطبول، وقد تتخلل المجلس رقصات برعة بين الفينة والأخرى.

أما أبرز احتفال فيكون في ثلاث مناطق على وجه التحديد؛ الأولى مسجد معاذ بن جبل، الموجود بالجند بمدينة تعز، وهو المسجد التي أقيمت فيه أول صلاة جماعة في اليمن، تشد الرحال الطوائف الصوفية، والزيدية وكثير من أمامية اليمن، وشافعية تعز، ويقيمون اليوم كله في من الفجر وحتى وقت من الليل، يمدحون النبي صلى الله عليه وسلم وآله، ويذكرون مناقب معاذ وعلي، رضي الله عنهما، ويخرجون في مهرجان يطوفون البلدة رافعين الأعلام.

الثانية في زبيد؛ حيث يذهب أهل تهامة إلى مسجد الأشاعرة في زبيد، ويتذكرون مناقب أبي موسى الأشعري الذي لحق معاذاً إلى الأشاعرة في تهامة، وفي صنعاء الجامع الكبير، وفيهما تكون بعض الاحتفالات، لكنها بطبيعة الحال أقل من المشاهد التي تكون في مسجد الجند بمدينة تعز، وفيها تكون شخصية علي هي المركزية في الاحتفال.

بعث الرسول، صلى الله عليه وسلم، معاذ بن جبل، رضي الله عنه، بعمر 27 عاماً إلى اليمن في السنة التاسعة للهجرة، وقيل السادسة للهجرة، فربما قد ذهب مرتين؛ إحداهما الأخيرة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهو باليمن.

يروى أن معاذاً أول ما وصل إلى صعدة ودعا فيها الناس للإسلام فلم يسلم إلا قليلون ثم ابتنى لهم مسجداً ورحل إلى صنعاء، فلما وصل صنعاء أمره الرسول ببناء مسجد بإحداثيات معينة وقد التزم بها وكانت دقيقة باتجاه مكة، ومسجد صنعاء الكبير قائم حتى اليوم ويعتبره علماء اليمن من معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم، لتحديده الإحداثيات بهذه الدقة.

رحل معاذ بن جبل إلى "الجَنّد" جنوباً في محافظة تعز اليوم، ولما بلغها كان يقطنها جماعة من الأزد، وكان معاذ، رضي الله عنه، من الخزرج، أي ينتسب للأزد، والأزد من كهلان، وقد أسلم على يديه مجموعة من الناس، فبنى لهم مسجداً قائماً إلى يومنا هذا، وتقام فيه الاحتفالات سنوياً، وصلى فيه أول صلاة جماعة في اليمن، كانت صلاة الجمعة الأولى في شهر رجب وهو سبب الاحتفال بهذه الجمعة؛ أي أنها أول جمعة أقيمت على أرض اليمانية.

عيد رجب هو قصة طويلة لإسلام أهل اليمن، الاحتفال كله يدور حول علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، في صنعاء وشمال اليمن، وهو سبب إكثار أهل اليمن من تسمية أبنائهم بعلي، تجد رؤساء اليمن الجنوبي في العصر الحديث وزعماءه يكثر فيهم اسم علي (سالم ربيع علي، علي ناصر، علي سالم البيض، علي عنتر) مع أنهم ينتمون للسنة الشافعية، وشمالاً بالطبع وهم زيود مثل علي عبد الله صالح، وأخيه غير الشقيق علي محسن الأحمر… إلخ.

وذلك أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أرسل جيشاً بقيادة خالد بن الوليد، رضي الله عنه، يدعو قبائل اليمن إلى الإسلام ويقاتل من لم يعاهده، فرفضوا الدعوة واستعدوا للقتال، وظل خالد شهوراً يدعو الناس للإيمان فلا يؤمنون ويقاتلونه فيقاتلهم، فأرسل رسول الله علي بن أبي طالب وهو بعمر 32 عاماً بجيش ورسالة، وأمر خالداً بأن ينسحب ومن يرغب من جنده البقاء مع علي كرم الله وجهه فليبقى.

وما إن وصل علي بجيشه إلى مكان تجمع مذحج فدعاهم للإسلام فلم يؤمنوا فاقتتلوا قتالاً خفيفاً، وانتهى الأمر بفرارهم ثم أرسلوا له أموال الزكاة معلنين الإسلام. وواصل علي دعوته حتى بلغ المكان الذي تتجمع فيه همدان وقد استعدوا للقتال وكانوا أولي بأس وشوكة، فصف علي جيشه وخرج لهم بنفسه يقرأ الرسالة التي بعثه بها النبي.

فلمّا فرغ منها ألقوا عليه السلام فألقى عليهم السلام وأعلنوا أنهم يشهدون بألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فكتب علي إلى رسول الله بإسلام همدان، فلما بلغت النبي صلى الله عليه وسلم سجد وقام من فوره قائلاً: السلام على همدان.. السلام على همدان. كان ذلك في رمضان، وبعدها انطلقت بطون اليمن من الأشاعرة وحمير وهمدان والأزد والمذحجين… إلخ إلى رسول الله في عام الوفود يعلنون إسلامهم، ويرسل لهم معاذاً ليكون ما كان من صلاة الجمعة الأولى.

وأول من بلغ الرسول كان الأشاعرة والحميريين الذين قال فيهم الرسول (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية)؛ والحميريون هؤلاء هم قوم بلقيس ملكة سبأ الذي اقترنت مسألة المشورة والشورى بهم كنموذج ما قبل الإسلام.

ويسمون أهل اليمن في الشمال والزيود خاصة علياً بالمرتضى؛ لأنه كان هناك مبعوث قبله ولم يرتضوه، وجاءهم علي بالرسالة فأسلموا؛ أي أنهم ارتضوه مبعوثاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون عنه حامل أو صاحب الرسالة، التي يعدها علماء اليمن كافة معجزة نبوية أن أسلموا برسالة النبي. واليوم يحتفظ اليمنيون بالرسالة، وتوجد منها نسخة طبق الأصل في المتحف الوطني بميدان التحرير بصنعاء.

الرأي السلفي، بما فيه الشافعي، يُنكر الاحتفال بها، ويرى أن أول من احتفل بها كانت الدولة الصليحية الشيعية الإسماعيلية التي حكمتها "السيدة" المشهورة باسم الملكة "أروى"، حكمت 40 سنة، والتي استمرت في اليمن لتسعين عاماً، وكانت في حلف مع الدولة الفاطمية بمصر.

وقيل إن الاحتفال يمتد إلى الإمامية الزيدية في شمال اليمن؛ إذ جاء الإمام الهادي، وانتشرت على يده "هجر العلم" وهي مناطق كالقرى موجودة بالقرب من مجموعة من القرى يكون فيها عالم ينشد الطلاب من هذه القرى تعلّم الدين وينفق أهل القرى عليهم، وقد ساهمت في تعزيز حكم الزيديين لأنهم كانوا ينشرون المذهب ويقومون على أعمال سياسية واقتصادية كجمع الجبايات.

وقيل إنها انتشرت في عهد الدولة الرسولية التي كانت حكمت اليمن قرنين من الزمان، وهي من بالغت في الاحتفال بها لترسيخ شرعية الهاشميين في اليمن، وقد كانت دولة سنية شافعية حكمت من تعز، ويعزى لها المبالغة في الاحتفال به في تعز بالجند وفي زبيد.

ويقال اليوم إن اهتمام الحوثيون بالاحتفال بجمعة رجب قادم من ترسيخ المكانة لآل البيت، كشرعية لحكم عائلة عبد الملك الحوثي؛ إذ ينسبون لآل النبي؛ لذلك تحضر شخصية علي، كرم الله وجهه، في مقابل اختفاء شبه كامل لمعاذ بن جبل، الذي أقام أول صلاة جمعة، أو أبي موسى الأشعري، الذي أسلم من ورائه الأشاعرة في ساحل تهامة.

هي الأولى من نوعها.. دولة خليجية تزف بشرى سارة  لليمنيين

انضم الى قناتنا على تيليجرام